موعظة عامي .. ولكنها بليغة مؤثرة

في إحدى الدوائر الحكومية وبعد الصلاة قام رجل يبدو انه خطى نحو السبعين من عمره استأذن الإمام لإلقاء كلمه

قال أنها لا تتجاوز دقائق ..

تحدث بكلام جميل جدا ومؤثر ولكنه بلهجة أهل البادية

تحدث عن نعم الله علينا أن خلقنا مسلمين وخلقنا على عقيدة صحيحة وقال أن ذلك كله بتوفيق الله وان من نعم الله علينا أن جعل أعمارنا قصيرة ليست كأعمار السابقين كمثل قوم نوح واستمر على هذا المنوال إلى أن ختم كلمته وحديثه بضمانات من الله تعالى وردت بأحاديث صحيحة وهي (من قرء آية الكرسي دبر كل صلاه لم يكن بينه وبين الجنة إلا أن يموت و الثانية أن الله ضمن الجنة لمن استوفى أربعه شروط وهي التي وردت في سوره العصر وهي الإيمان وعمل الصالحات والتواصي بالحق والصبر ثم قال كلام لا مس به شغاف القلوب وقال أن جاء بكم إلى الصلاة هو الإيمان وان الإيمان هو الذي حملكم على الوضوء ..

لقد ألقى كلمته بأسلوب بسيط للغاية وبلهجة أهل البادية ولكن رأيت فيها من التأثير بقلوب السامعين ما لم يؤثره كبار الوعاظ والدعاة و الملقين..

وأتوقع أن السبب في ذلك أن الكلمة خرجت من القلب والى القلب فلم يكن همه تنميق العبارات وتزويقها فلذلك لامست كلمته شغاف القلوب

سمعت أن واعظا سوريا خلفه ابنه في الصعود إلى المنبر ووعظ الناس.. جاءه ابنه ذات يوم يستفسر ويقول : يا أبت لماذا إذا تحدثت أنت تأثر الناس وبكوا رغم أن كلماتك بسيطة بينما أنا أتحدث بأسلوب أدبي بلاغي عالي لا يحرك فيهم شيا قال لأني احدث الناس من قلبي وان تحدثهم من لسانك

سبق وان شاهدت إحدى المحاضرات وإذا بالمحاضر (وبدون دخول في النيات ولكن هذا ما بدا لي )يستجلب البكاء ويتصنع التاثير ولكن لا حظت ان كلماته باردة لا تحرك ساكنا

هنا علمت أن الموعظة والتوجيه والتربية إنما هي أعمال للنيات فيها شأن كبير

اسأل الله الإخلاص والقصد في القول والعمل

8 آراء حول “موعظة عامي .. ولكنها بليغة مؤثرة

  1. نادر أوت 5, 2008 / 11:06 ص

    فعلا أبو علي .. النية لها شأن كبير ..
    خذ مثلا الامام النووي يدعو له الناس بالرحمة يوميا في كثير من مساجد الأرض .. مع ان غيره كثير جمعوا من الاحاديث مثلما جمع ..

  2. ابراهيم القحطاني أوت 5, 2008 / 11:45 ص

    اسمع هالسالفه اللي صارت لشخص يقرب لي ..

    يقول كنا مسافرين وفي يوم جمعه مرينا من عند هجره .. وقلنا خلنا ندخل ونصلي معهم الجمعه ..

    يقول دخلنا ذا المسجد البسيط وقرينا القرآن وبعدين جاء الخطيب … والخطيب واحد من شيبان الهجره … يقول طبعاً اللهجه بدااااوي بحته … ويقول دخلنا في قصة موسى وفرعون .. ويقول الشايب …

    المهم ويجي موسى وربعه عند البحر … ويقوم موسى ويضررررررب البحر .. الا يوم انشلخ نصين … ويجي من وراه فرعون ويبي يلحقه … يقول ويقوم البحر ( وسوا حركه بيده ) وقلد صوت شفط الماء … اشاره على ان البحر بلعهم .. يقول اخوي بنفس الوقت اللي حنا بغينا نموت من الضحك … كانو جماعة المسجد يقول لاااااااااااااا اله الا الله .. من شدة تأثرهم ..

    واللي اقصده حدث الناس بما يعقلون … وكلمهم باسلوبهم ومن قلبك وراح تأثر ..

    وكثرة الصراخ مالها لازم

  3. مدونة محمد أوت 5, 2008 / 2:47 م

    معك حق،
    السابقون أدركوا أن الخطابة فن، لا يجيده غلا من عرف ادابه و جوامعه، طبعا سلامة اللسان و ضبطه ضروري، لكن لا يعطي أكله بدون الوصول لقلب المنصت و كسر حواجز الصمت.
    غفر الله لنا و لسائر المسلمين.

  4. أحمد نذير بكداش أوت 5, 2008 / 10:48 م

    أن أؤمن أن كل شيء له فن ومهارة..
    ومن كلامك واضح أنه يمتلك مهارة كبيرة 🙂

  5. ابو علي بن علي أوت 6, 2008 / 10:56 ص

    الاخ نادر: نعم فاالامر كما تفضلت فالامام النووي قال في مقدمة كتابه وارجو ممن انتفع منه بشيء ان يدعو لي ولوالدي ..
    والان يدعى له في أغلب المساجد

    سرني مرورك وتعقيبك

    شكر الله لك

  6. ابو علي بن علي أوت 6, 2008 / 11:01 ص

    الاخ ابراهيم القحطاني

    الامر كما تفضلت

    شكر الله لك مرورك وتعقيبك

    محمد : ولو تمسكنا بسير الرعيل الاول لاافلحنا كل الفلاح

    شكر الله لك

  7. سليمان ماي 11, 2009 / 6:19 ص

    الاخلاص اساس كل عمل
    جزكم الله خيرا

اترك رداً على ابو علي بن علي إلغاء الرد